سار تايمز

لا شك ان الجميع لاحظ العمق في الشخصيات وتفاعلها مع بعضها البعض

وهذا الفضل يعود لكل من

قام بدور الكولونيل لودلو الذي استقال من منصبه بعد معاملة الحكومه المشينه للسكان الهنود

وربى ابنائه الثلاث لوحده

ومع انه خلق ليربي جنودا ورجالا لا اطفالا الا انه احسن تربيتهم

كان قد تعب من حياة الفرسان الوحشيه القاسيه فبدأ الكولونيل بحياة جديدة مع ابنائه 

وكجندي ذو خبرة عالم بحياة العسكريين وعالما بالاعيب الحكومه وحقارتها 

فيجلعه كرهه لها وحقده عليها وعلى كل من فيها وبغضه الشديد على اسلوبهم الوحشي

يقرر ان يهرب من هالتها الشريره ذهابا للعيش مع ابنائه بمنطقه هادئه بعيده عن كل هذه الزوبعات المتفشيه بالخراب

وهم كانوا اخوة متلازمين

وكباقي الشباب الصغار 

التي تتحكم بهم العاطفه 

لفتت نظرهم مذبحة الحرب العالمية 

وبينها وبين 

ماساه شخصية تتدخل لحياتهم

يولد تزعزع لاسس اسرتهم

كعادته هوبكنز نفذ ما اوكل له بمهارة تامه فنحن لا ننتظر منه الا العظمه بفنه وادائه

شعرنا بغضبه واحسينا بحزنه وعشنا معه آلامه

قام بدور تريستان الاخ الاوسط برغم من جماله وجموحه

برغم من حقيقة عشقه لمن حوله لكن له روح تعاني معذبه فمشاعره ممزقه بين اخيه المحبوب ومحبوبته

فما باله؟

ولم هكذا كل شيء يقترب منه او يلسمه يتحول الى كارثه حقيقه؟!

او هذا على الاقل هكذا يعتقد

بعد مشاهدتك لهذا الفيلم سيجعلك تاخذ نظرة عن كثب على بيت لترى انه اكثر من مجرد وجه جميل

هذا الفيلم اعطى بيت حقه ليثبت نفسه بجداره على انه ممثل بارع لا ممثل وسيم فقط

فقام بشخصيه تريستان الذي يملك حبا عظيما لعائلته ببراعه

جوليا ادت دور سوزانا

الحسناء اليتيمه خطيبه صامويل التي قلبت البيت راس على عقب بعد اقتحامها لعائله كانت تعيش بسلام 

وربما بسب الوحده واليتم 

كان سببا لجعلها متخبطه بمشاعرها اتجاه الاخوة الثلاث

واحدثت مشكله دون قصد

لكن كما قلنا لا نقدر ان نلومها

فهي كانت كالماء المتجمد داخل صخره تكسرها لقسمين ولم يكن ذنبها اكثر مما هو خطأ من المياه عندما تتحطم الصخرة

ايدان قام بدور الفريد الاخ الاكبر والذي كان دوما يتصرف اكبر من سنه 

اتقن دوره وجلب شخصيه الفريد للحياه وكأن الشخصيه كتبت له

اما هنري لعب دور الاخ الاصغر صامويل

الكنز التي تحافظ عليه العائله كلها

قام بدور طفل صغير

وايضا هنا احسست انه ما زال ذلك الطفل الصغير وانا اجد هذه براعة منه لان دوره يتطلب منه هذا

انه قصة ماساويه تحطم القلوب لكن ليس بطريقه ممله 

على العكس تماما انها قصة متخمة بالحيويه

ولا يمكن ان تصنفه فيلم رومانسي صافي 

او كفيلم حربي

لانه به مساحه كبيره من المشاعر الواضحة 

كالحب السعادة اليأس

والعجز والحزن

اوالغضب الاستياء والرغبه

والغيرة والخيانه والانتقام 

وكل هذا بين بصورة رائعة

ويجب ان نقف عند الموسيقى التصويريه الساحره التي تمت على يد الساحر جيمس هورنر التي لا يمكن ان تتخيل الفيلم بدونها

فهناك بعض المشاهد التي تتجمع فيها الموسيقى مع الاضاءة والطبيعه الخلابه والاحداث الجاريه ستجعل قلبك يدق بسرعه والدموع تنزل بتلقائيه

فيلم لا يعتبر فقط من اساطير الخريف

بل من اساطير الشتاء والربيع والصيف

هو فيلم من اساطير كل الفصول

فيلم من اساطير كل زمان