Inception - عظمة الصورة المبهرة وجلالة القيمة الفنية في فيلم واحد !
10/9
مقـدمـة:
قد تجد أفلام أفضل من هذا الفيلم بكثير أنا أضمن لك ذلك، لكن ماهو عملة نادرة في هذا الفيلم هو ذلك المزيج بين ماهو ممتع بصريا ويخلق جوا من الاثارة المبهرة طوال ساعتين كاملتين بدون انقطاع، وبين القيمة الفنية وجودة العمل من ناحية السيناريو الدقيق والرسم المميز لملامح كل شخصية وأبعادها النفسية.. في فيلم لن تستطيع أن تكتفي فقط بمشاهدة واحدة.
دعونا في البداية نفتح صفحات صانع هذا الفيلم الكبير، وصاحب الفضل في خروج هذه التحفة الى الأراضي السينمائية وهجومها العنيف على بوكس الأوفيس وعقول المشاهدين في نفس الوقت، المبدع كريستوفر نولان هذا العبقري الذي بدأ مشواره 'الفعلي' بفيلم القص واللصق Mémentoوالذي صنع عند ظهوره ضجة كبيرة وانقلاب في السينما جعل أغلب الأفلام التي تليه تحاول تقليده في تقديم قصة 'مهما كانت بساطتها' لكن بمونتاج ونظام تحرير مختلف يجعلنا نستهوى ونتشوق للأحداث القادمة بكل تلهف، تم قادنا بعد ذلك نحو عالم الجريمة والانتقام في عالم يملأه الفساد والظلم من خلال وجهين سينمائين معروفين عند الجميع ألا وهما النجم الكبير ال باتشينو ومبدع الكوميديا روبين ويليامز في فيلم Insomnia في فيلم كالعادة مليئ بالاحداث المفاجئة، تم في نفس الثيم لكن داخل كواليس عالم السحر والخدع السحرية يظهر فيلم الثنائي المميز كريستيان بيل وهيو جاكمان The Prestige الذي أكد ان نولان ليس مخرج لفيلمين أو ثلاثة وأنما مخرج لايقنع بالنجاح فقط بل استطاع تحقيق الحفاظ على النجاح الذي فشل فيه مع الأسف نجوم وأفلام لا تعد ولا تحصى، أحسن كذلك نولان اختيار الكوميكس الأكثر نجاحا لانقاذه واحيائه من جديد ألا وهو باتمان من خلال جزئين لا يقلا روعة عن أي فيلم في رصيده الأول سنة 2005 بعنوان بدايات باتمان والثاني بـ2008 بعنوان فارس الظلام الذي حقق نجاحا مبهرا كما يرتقب عرض الجزء الثالت سنة 2012 كالعادة سنتين بعد صدور اخر فيلم له، أما هذه السنة نرحل معا كالعادة في نفس الثيم'الجريمة، الفساد,,,' ولكن هذه المرة بعيدا عن عوالم الشرطة، ولا السحر ولاالأبطال الخارقين وانما عالم الأحلام، هذا العالم الذي لم يستطيع من قبل أحد استعماله كأرضية لفيلمه 'الا القليل من الأفلام الضعيفة' نظرا لصعوبته من ناحية الكتابة والتأليف لكن نجح نولان رفقة أخيه جوناتان في صنع هذا الابداع المتفجر لمدة ثمانية سنوات من التدقيق لكي يخرج الفيلم بالنهاية بهذا الشكل الشبه "كامل".
ظهر نولان لمدة ثلاثة عشر سنة فقط من خلال ثمانية أفلام فقط حقق بهم نجاح جعلت منه علامة مميزة في هوليود بجانب المخرجين "الشيوخ".
تعودنا كالعادة مع نولان على افتتاحية تحبس فيها أنفاسك، لا يوجد وقت للملل او لفقد التركيز أو رؤية أي شيء عدا الشاشة السينمائية لكي تستمع وستتشعر حلاوة كل لحظة وكل ثانية من ثواني الفيلم وفيلم Inception يحمل في جعبته افتتاحية رائعة ولو أنها ليس بروعة افتتاحية فارس الظلام لكنها تعتبر ضربة قوية لتدخل المشاهد في أجواء الفيلم والأحلام مباشرة بدون سابق اندار، ربما الاختلاف الوحيد في هذا الفيلم عن الأفلام السابقة أنك تستعيد النفس الذي حبسته مع ظهور شعار الفيلم، لاتوجد أية لحظة توقيف كمنظر خارجي مثلا، ظهور ثثر الفيلم، أو شيء من هذا القبيل يجعل للمتفرج الفرصة لكي يعدل وضعية جلوسه ويقول: 'على بـركة الله!'
شكـل جديد للكوارث الغير الطبيعيـة والمؤثرات البصـرية!
مالاحظته واستغربه لهذه السنة أنه لايوجد أفلام ذات مؤترات بصرية حقيقية لدى أضمن من الان أن Inception هو الفائز بأوسكار المؤتراث التقنية هذا اذا ماقلنا أن فوزه بأفضل فيلم ومخرج بدوره شبه مضمون، على عكس السنة الماضية بالرغم من أن افاتار حسم الأمر له بعدما بهر الجميع بما قدمه للشاشة السينمائية من تقنية بصرية عالية جدا، الى أن العديد من الأفلام كانت تصارع على هذه النوعية من الجوائز وقدمت اداء مميز جدا ومتطور من الناحية البصرية فمن المنطقي جدا أن تكون سنة 2010 أكثر حيوية ومنافسة في هذا المجال لكن لحد الان لايوجد سوى الرجل الحديدي 2، استهلال، بيرسي جاكسون وبعض الأفلام التي تم عرضها مؤخرا كـ'الساحر البديل' لـنيكولاس كايج لكن كل هذه الأفلام مع ذلك لاتقدم مؤترات حقيقية باسثناء فيلم اليوم Inception
لذى فلم يكن فيلم "استهلال" فقط فيلم مؤترات بصرية درجة أولى لسنة 2010 بل انه الفيلم الوحيد الذي ينافس أفاتار على أفضل مؤترات خاصة بالتاريخ بأكمله واذا كان جيمس كامرون قد استطاع بمخيلته الواسعة وابداعه الكبير أن يصنع عالما (غير موجود) بكل تفاصيله، من ثمار، سكان، حيوانات، عادات، طقوس حتى الأشجار والالهة كان فيها لمسة من الابداع والاختلاف وذلك اثيح له طبعا بسبب التطور التكنولوجي الكبير، نولان أيضا لم يتوارى عن تصوير عالم بجميع تفاصيله وقوانينه الطبيعية والغير الطبيعية.
عندمـا رأيت الترايلر المبدئي منذ سنة تقريبا فيه ثلاث لقطات من الفيلم: دوران الدوامة، اعوجاج سطح كأس الماء والمشهد اللي في الصورة أعلاه.. استنتجت أن الفيلم سيكون من نوعية أفلام الكوارث الطبيعية كـ2012 ربما هو أيضا نهاية العالم او حادث طبيعي نادر جدا لكن بعد المشاهدة أدركت ان الموضوع مختلف تماما وانما ما كنا نشاهده هي اثار وأعراض لكوارث غير طبيعية في الواقع، فتحركات الجسم الانساني أثناء نومه تترجم في حلمه الى كوارث من ذلك النوع وهذه الكوارث هي نفسها الهمزة الواصلة بين عالمها أثناء الحلم وحالة المستوى الذي يأتي قبله سواء كان حلما أم حقيقة
هذا الشكل المبتكر لهذا النوع من الكوارث حيث جعل نولان أن يبدو عالمه الخاص الموجود في الفيلم كقطعة صغيرة (بحجم جسم الانسان) تتحرك يمينا وشمالا حسب حركة الجسد النائم جعل من التنفيد التقني يكون جد صعبا ومكلفا لكن نتيجة ميزانية 200 مليون دولار كانت مبهرة للغاية.
وقفة فقط من أجل من لم يتمتعوا بعد بمشاهدة هذه التحفة، فتدور أحداث الفيلم عن كوب –ليوناردو ديكابريو- عميل يقوم بسرقة المعلومات من الأشخاص المهمة وذلك عبر التحكم فيهم عند الحالة الوحيدة المضمونة اللاواعية أثناء النوم وبالضبط داخل أحلامهم، يقوم بتركيب الة مرتبطة برسغهم أو دماغهم (لا أتذكر) تم يقوم بزرع واستهلال العملية بفكرة التي تتطور بشكل هندسي متدرج لتسيطر على الشخص تماما وتتحكم في عقله واختياراته ويصبح من السهل بعد ذلك تسخيره حسب الشكل الذي توده.
(كوب) هذا يعيش بباريس ممنوعا من دخول وطنه (أمريكا) بسبب تورطه في جريمة قتل زوجته والحل الوحيد لكي يعود الى أولاده وبلده هو عبر تنفيذ المهمة التي يدور عنها الفيلم وهي الايقاع بابن رجل أعمال كبير من اجل استخدامه كي يترك السوق لتاجر منافس ذي نفوذ كبير هو الذي سيسهل عملية العودة لكوب..
اذا كان من الضروري أن تعرف أفضل المشاهد بصريا ولو أنها كلها متقنة وكل واحدة تبهر أكثر من سابقتها الى أنني اعجبت جدا بمشهد العراك بين (أرثر) الذي أدى دوره جوزيف جوردن ليفت نجم فيلم 500 يوم من سمر بينه وبين احدى اسقاطات العدو والتي تتخللها مجموعة من الاهتزازات جعلت الشجار يبدو أكثر اثارة عبر طيرانهما من حائط لاخر، للاشارة فقط المشهد هو نفسه الموجود على الصورة أعلاه!
فـي عالم قريب منا كثيرا، لكنه يبدو غريبـا عنا في الفيلم، حيث يستمر أبطال الفيلم في الدخول والخروج من هذا العـالم والسيطرة عليه حتى يصبح هذا التداخل يسبب اضطراب ويجعل للحقيقة والوهم شكل واحد بالرغم من كونهـما مفهومين أحدهما نقيض الاخر ليتحول هذه الذات الساعية وراء السيطرة الى ذات تحت سيطرة هذا العـالم وتعرضها غالبا الى اثـار جانبية.. هذه هي النقـاط التي يشتركهـا فيلمين غيرا مجرى التكنولوجيا السينمائيـة بهوليود الأول تعاون فيه الاخوة واتشوسكي (ماتريكس) والثاني تساعدا من أجل تصميمه الاخوة نولان (انسبشن).
Matrix و Inception واجهـتان لعمـلة واحدة!
مـاتريكس يختار موضوع الانترنيت والمعلوميـات وهذا العالم الذي غزى العـالم بأسره ليصبح الشخص في حالة لاوعي 'جزئية' أمام الـة الحاسوب يتصفح المواقع تاركا كل ما يحوم حـوله لكي يخلق لنفسـه عالما خاصا بـه قد تكون فيه بطلا أو مجرما. هذا الرابـط العجيب بين العـالمين الحلم والانترنيت هو الذي جعـل الفيلمين يبدوان متشابهـان الى حد ما يجعلك في عدة لحظات من الفيلم يثير انتبـاهك هذا التداخل بين الفيلمين الى أنه مع ذلك لا يوجد أي وجه للمقـارنة بين الفيلمين أو تفضيل أي منهما عن الاخر فكلا الفيـلمين معا قدما الجديد والمبهر ل'سنهـما'، كلا الفيلمين يقدمان نظرة فلسفية معمقة لكل واحد من زاوية مـا عن ماهية "الحقيـقة" مع اضافة البهارات البصرية التي تعطي الفيلم مذاق 'المتعـة' المحبوب لدى الجميـع.
أيضـا فلكلا الفيلمين رؤية اخراجيـة مختلفة وأسلوب تحرير منفرد، الفيـلم الأول يختار فيه الواشوسكي وضع لمسة الاكشن المستمر والاحداث المتراتبة والمتسلسلة بالشكل العادي بالرغم من بعض الصعوبة في فهم فلسفة الفيلم لكنه لا يضيعك كثيرا في أحداثه وعلاقاته بينما يختار نولان النهج الذي اتبعه في أغلب افلامه، مشاهد عشوائية تشتت ذهني يصاب المشاهد يجبره على تتبع كل صغيرة وكبيرة تحدث في الفيلم، صعوبة في الفهم من الناحية العلمية والقصصية أكثر من النظرة الفلسفية لكـن ماهو جديد في استهلال نولان الجديد وهو أن العشوائية التي تعودنا عليها في صنع الحدث والسيناريو لم تاتي من تحرير المشاهد كما هو الحال بالنسبة لفيلم 500 يوما من سمر بحيث يختار المشهد الذي يود عرضه اياك بدون حساب منطقي ولا حال ممنتو الذي يقدم خطين دراميين الأول يسير بالنهج الطبيعي للمشاهد والاخر يسير بالنهج المعاكس بـلى فالفيلم وبالرغم من ترتيب مشاهده السليم والمنطقي يصنع تلك العشوائية المتعودة في أفلام نولان وهذا ما جعل الفيلم أكثر قوة وتجديدا من خلال تيسيره لمشاهد والأحلام ولغة الحوار لتجعله يترك الأحداث المفاجئة لاخر لحظة في الفيلم,
مثـلا فقط، لوضع القارئ في الصورة فالمشهد عندمـا يستجمع بطل الفيلم ذكرياته في حلمه السري حيث تدخل عليه المهندسة المعمارية زميلته الى الحلم تابعة فضولهـا فتكتشف طبقات مختلفة من الحلم مليئة بكل طبقـة توجد صورة توحي باحدى ذكريات البطل طبعا هذه الصورة تبدو على طريقة الاحلام غامضة وغير مفهومة بالبتة فهذا في الحقيقة مشهد من حياة البطل الماضية الذي لم نتلقاه عن طريق فلاش باك أو الطريقة الأولى التي قلت عنها 'عشوائية' وانما عن طريق الحلم
هذه المقارنة تدفعنا فيما بعد للمقارنة بين المخرجين والتي يفوز فيها نولان بكـل جدارة واستحقاق فالاخوة واشوسكي بالرغم نجاح سلسلة الماتريكس نجاحا مبهرا الى أنهما وقعا فـي فخ النجاح الأول الكبير الذي غالبا ما يليـه فشل رديع وخيبة أمل الا في حالات جد نادرة، حيث ظهر الواشونسكي سنة 1996 أي بسنـة قبل من ظهور النولان من خلال فـيلم Bound الذي هيئهما نوعا ما للتعرف على الجمهور واستعدادها لتحضير الفيلم الذي قـلب كل الموازين سنة 1999 ألا وهو الجزء الأول من ماتريكس وتابع الواشوسكي التركيز عـلى هذا العمل وكانت الأجزاء الثانية والثالثة سنة 2003 ليست سيئة مع التحفظ على الجزء الثـالت تم بعد غياب لمدة خمسة سنين يرجعان سنة 2008 بأكبر كارثة سينمائية لمخرجان بهذا الحجم الفيـلم Speed Racer وتجذر الاشارة انهما بصدد تصوير فيلم بعنوان CN9 ليكون جـاهزا سنة 2012 عن شـاذ جنسي يقع في غرام شخص عراقـي مما يدل على أن كارثة سنة 2012 بالنسبة لهؤلاء المخرجين أكبر من الكارثة التي صورها رونالد اميرليش في فيـلمه الأخير, الواشوسكي وقعا في الفخ الذي تجنبه النولان ببراعة وهو عدم النظام والاستهتار بالعمل، فعلى عكس الواشوسكي اللذان جهزا لبدايتهما مدة ثلاتة سنين (ماتريكس) تم اهتما بها وعملا على اكمالها في سنتين وهذا أول خطأ فعوض نزول الجزئين في نفس العام وتحضير الجزئين في مدة عامين جعل السلسلة لاتنال الحق الذي تستحقه ليس كما فعل نولان الذي ركزا مليا على تقديم الباتمان بأبهى حلة بل لحد الان هناك مفاوضات بالجملة من أجل أدوار الجزء الثالت كما انه بين الأول والثاني 3 سنين وبين الثاني والثالت أربعة سنين مما يجعله يكسب حتى ثقة الجمهور ويستخدم نظاما جيدا في اعماله من خلال عدم الظهور كثيرا كي لا يحرق نفسـه/ أما مافعله مؤخرا الواشوسكي التوقف لمدة 5سنين للعودة في اخر لحظة بسيناريو انمي ياباني مليء بالحذف والتخريب، وهاهما يتوقفا مجددا 4سنين ليعودا بفيلم بعيد كل البعد عن المؤترات والخيال العلمي، فيلم عـن الشذوذ للأسف، ربما هي فكرة لحجز مكان بـالأوسكار مادامت أفلام الخيال العلمي لاتحظى باهتمام من طرف اللجنة تجدر الاشارة أن نولان ترشح عن فيـلم ميمنتو كأحسن سيناريو لكنه لم ينجح في الفوز باللقب بينما لم يتعب الواشوسكي نفسهما بالترشح في أية حفلة أوسكار.
شـارك النجم الشهير ليوناردو ديكابريو هذه السنـة بفيلمين قويين انتاجا واخراجا سواء مع أكبر علامات الاخراج "الاجرامي" مارتن سكورسيزي او الناجح نولان الذي وبالرغم ما قيل عنه كثيرا يستحق أكثر من ذلك نفس عدد الأفلام قدمه النجم سنة 2008 و2006 من خلال أربعـة أفلام ناجحـة جدا اذا استثنينا منها جسد الأكاذيب مع راسل كرو, فهل هذه السنـة وأفلام هذه السنة هي بنفس النجـاح؟
ليـوناردو ديكـابريو بين عـالميه الخيـاليين!
القـاسم المشترك بين شخصية كوب وشخصية تيدي دانييل هي أن كلا الشخصيتين تهربان من ذكرـى مؤلمة 'متعلقة بالزوجـة' ويصنعان معا عالمـا خاصا بهما لينفردا بماضيهمـا سواء كوب الذي يجمـع ذكرياته في حلمـه السري ويعيش وهم أنه يمكن لحلمـه ان يعوض الواقع ويغير به مـاضيه، أما تيدي فهو يخلق من خلال المصحة التي يعـالج فيها عالما من الشخصيات الوهميـة ويعوض الواقع الذي يكون فيـه قاتل زوجته الى شرطي يبحث عن هذه الزوجة المفقودة المختلة عقليـا وفي محاولة لمعالجته يحاول الاطباء من حوله تعويده على أجواء عالمه الخـاص لحين مباغتته بالحقيقة –لأن الصدمة علاج نفسي من انفصام الشخصية وجميع أنواع الفوبيا- هل هي صدفـة أم عمدا ؟ لكن الدورين متقاربين جدا كلاهمـا "خرجا" من صدمة نفسية عبر الدخول في عـالم 'ذاتي' بحث كان فيه تيدي مجنونا ومحققا، وكوب عبقريا وسارقا
من الأكيد أنهـا سنة ذهبية بالنسبة لديكابريو فكلا الفيلمين قويين مع التحفظ بالنسبة للفيـلم الأول لكونه مليء بالأخطاء وتقبع قوة الفيـلم في ضعف بقية أفلام 2010/ ديكـابريو بدوره لم يكن جيدا مع مارتي بالرغم تعوده على هذا المخرج بحيث صنعـا معا أفلام لن تنسـى وبالأخص أدوار لديكابريو مع مارتي في القمة في حين كان دوره في Shutter Island غير متقن من ناحيـة الأداء الذي كان متصنعا نوعـا ما من خلال ردات فعله المبالغ فيه والأحيانا الغير منطقية ربما لا تليـق هذه الأدوار على ديكابريو في حين أنه استطاع تحقيق العكس مع فيلم نولان من خلال أداء خلاب ومفـاجئ جدا ليس بالأفضل لكنه متقن على حد كبير ولو أنني لا احب تقييم الأداء عندمـا تكون مشاهدتي باللغة الفرنسية 'كفيـلم انسبيشن' لكـن مع ذلك يبدو جيدا انه في أوج عطائـه لذى فهو اما بحاجة لتغيير مخرجيه أو التعلق بـنولان.
نولان بالاضافة الى براعته في تقديم الجديد، اضفاء لمسة التشويق التي افتقدناها منذ أيام الفريد هيتشكوك، صنع البراعة البصرية والجودة الفنية في ان واحد، يجيد أيضا اختيار الأسماء المناسبة للأدوار المناسبة:
أرثر الذي أدى دوره جوزيف جوردن ليفت البالغ من العمر 29 سنة سبق وقدم أدوار شرفية وأخرج أفلام ضعيفة الانتاج لم تعرف النور لكنه عرف وجه الشهرة في دوره السنة الفارطة في الفيلم الرومانسي 500 يوما من سمر وكان أدائه مفاجئا للجميع بحكم خبرته السينمائية المتوسطة وبعيدا عن الشخصية الضعيفة والمترددة لتوم هانسن وعشقه الأحادي لسمر يختار هذه المرة اثبات خطواته نحو النجاح من خلال دور أرثر المساعد الرسمي لكوب في هذه العملية يتميز بحس فكاهي وجاد في نفس الوقت يتمتع بذكاء ولياقة جيدين وعلى أهبة الاستعداد دائما قدم بشكل متقن وبتفاني دوره ليجعله نولان بذلك مهيئا لشق طريق النجومية والنجاح اذا استمر على نفس النحو.
(أريادين) هي المهندسة المعمارية التي سيختارها كوب من أجل المهمة ادت دورها (الين باج) هذه الشابة "23 سنة" التي ترشحت للأوسكار بدورها في فيلم جونو لكن انتزعت الجائزة منها (مارليون) المشاركة في هذا الفيلم أيضا، الين قدمت أدوار مساعدة عديدة وظهرت فيها بشكل جيد واحترافي لتحصل على البطولة العام الماضي في فيلم Whip it بنفس الوثيرة تظهر في فيلم انسبشن من خلال اداء متقن.
وأخيرا وليس اخرا الوجه المألوف (ماريون كوتيلارد) هذه النجمة الفرنسية المتألقة التي فازت بالأوسكار عن دورها في La vie en rose منتصرة على نظيرتها الين باج قدمت أدوار جميلة جدا في ـأفلام مثل: Public ennemis, Big fish, Taxi Trioligy
ولم يكن دور (مال) زوجة البطل كوب صعبا بالنسبة لها وقامت به على أكمل وجه.
بقية الأدوار بأكملها متقنة ومأداة بشكل سليم تماما والفضل بعد المؤدين يعود للمخرج الذي أحسن اختيار الملامح والأدوار المناسبة لكل واحد كي يظهر العمل متناسق تماما,
موسيـقى العمل جد ممتعة وحماسية في عدة مقاطع، الاخراج الفوتوغـرافي احترافي لدرجة كبيرة والفيلم من الصعب ايجاد تغرات فيه يكفـي انه نتيجة عمل لمدة ثمانية سنين كي يظهر بهذا الشكـل المميز.
أسـرار ومعلـومات عن الفيـلم:
- أثنـاء التصوير كان كريستوفر يخبء الأحداث عن بقية الممثليـن كي يخلق فيهم عنصر التشويق ليس فقط عن المشـاهدين.
- James Franco سبـق وتحدث مع نولان من أجل دور أرثر لكن الأمر لم يحدث بسبب مشـاكل.
- Evan Rachel Wood كانت الاختيـار الأول لنولان من أجل دور ادريالين وتبعها في ذلـك Emily Blunt, Rachel McAdams و Emma Roberts حتى استقـر الأمر عند الين بـاج.
- هذا الفيـلم هو أول فيلم لنولان من كتابتهمـا الأصلية الخالصة حيث أن جميع أفلامهما السـابقة مقتبسة عن كوميكس، رواية، أو قصة قصيـرة.
- Emma Thomas وليـوناردو ديكابريو هما الخياران الوحيدان لنـولان من اجل دور كوب.
- يـوجد بالفيلم خمسة من النجوم سبق وترشحـوا للأوسكار على الأقل مرة: ليو، توم برينجر، الين باج، كين واتانبي، بيت يوستلوايث.
- كمـا يوجد اثنان فـازا بالأوسكار سابقا/ ماريون كوتيلارد و مايكل كين.
- تعني كلمة 'مال' اسـم زوجة البطل : الشر باللغة الفرنيسية مع العلم أن نجمة الدور هي فرنسية الأصل وتدور أحداث الفيلم بفرنسـ.ا.
مـوقف طـريف:
أثناء مشاهدتـي للفيلم بالسينما بمدينة الدار البيضاء حدث أمر جميـل وطريف نوعا مـا عند مشهد النهاية حيث تدور الدوامة قام جدال بصوت عالي بين المشاهدين البعض يقول ستقع والبعض الاخر يقول لن تقع وكـان حماس شديد وكأن لاعبا سيسدد ضربة الجزاء تم تعالت التصفيقـات في القاعة بعد نزول التتر!
لمشـاهدة الفيلم:
يعرض بجميـع دور العروض الأمريكية,
يعرض بميجارامـا (الدار البيضاء) بـالمغرب,
يعـرض بجميع الدور المصـرية.
لا تفـوتوا اية فرصة للمشاهدة ولا تفسدوهـا بجودة الكـاميرا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق